سورة القمر - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (القمر)


        


سَحْبُهم على الوجوهِ أمارةٌ لإذْلالهم، ولو كان ذلك مرةً واحدةً لكانت عظيمة- فيكيف وهو التأبيد والتخليد؟!
وكما أنََّ أمارةَ الذُلِّ تظهر على وجوههم فعلامةُ إعزازِ المؤمنين وإكرامهم تظهر على وجوههم، قال تعالى: {وُجُوةٌ يَؤمَئِذٍ نَّاَضِرَةٌ} [القيامة: 22]. وقال: {تَعْرِفُ فِى وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} [المطففين: 24].


قوله جلّ ذكره: {إِنَّا كُلَّ شَئ خَلَقْنَاهُ بِقَدرٍ}.
أي بِقَدَرٍ مكتوب في اللوح المحفوظ.
ويقال: خلقناه بقدر ما عَلِمْنا وأردْنا وأخبرْنا.
قوله جلّ ذكره: {وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحِ بِالْبَصَرِ}.
أي إذا أردنا خَلْقَ شيءٍ لا يتعسَّرُ ولا يتعَذَّرُ علينا، نقول له: كُنْ- فيكون بقدرتنا. ولا يقتضي هذا استئناف قولٍ في ذلك الوقت ولكن استحقاق أن يقال لقوله القدم أن يكون أمراً لذلك المكون إنما يَحصل في ذلك الوقت.
{كَلَمْحِ بِالْصَبرِ}: أي كما ان هذا القَدْرَ عندكم أي قَدْرَ ما يلمح أحدُكم ببصره لا تلحقكم به مشقةٌ- كذلك عندنا: إذا أردنا نخلق شيئاً- قلّ أو كَثُرَ، صَغُرَ أو كَبُرَ لا تلحقنا فيه مشقة.
قوله جلّ ذكره: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَآ أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}.
أي أهلكنا القرونَ التي كانت قبلكم فكلُّهم أمثالكم من بني آدم...
{وَكُلُّ شَئٍ فَعَلُوهُ فِى الزُّبُرِ}.
في اللوح المحفوظ مكتوبٌ قبل أن يعمله. وفي صحيفة الملائكة مكتوب. لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها..
{وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ}.
كلُّ صغيرٍ من الخَلْق، وكلُّ كبيرٍ من الخَلْقِ- تخترمه المنيَّةُ.
ويقال: كلُّ صغيرٍ من الأعمال وكبيرٍ مكتوبٌ في اللوح المحفوظ، وفي ديوان الملائكة.
وتعريف الناس عما يكتبه الملائكة هوعلى جهة التخويف؛ لئلا يتجاسر العبدُ على الزَّلَّةِ إذا عرف المحاسبة عليها والمطالبة بها.
قوله جلّ ذكره: {إِنَّ الْمُتَقِينَ فِى جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِى مَقْعَدٍ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِر}
لهم بساتين وأنهار، والجمعُ إذا قوبل بالجمع فالآحادُ تُقابَلُ بالآحاد.
فظاهرُ هذا الخطاب يقتضي أن يكون لكل واحدٍ من المتقين جنةٌ ونَهْرٌ.
{فِى مَقْعَدٍ صِدْقٍ}: أي في مجلس صِدْقٍ.
{عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ}: أراد به عِنْديََّةَ القْرْبة والزلفة.
ويقال: مقعد الصدق أي مكان الصدق، والصادق في عبادته مَنْ لا يتعبَّدُ على ملاحظة الأطماع ومطالعة الأعواض.
ويقال: مَنْ طلب الأعواض هَتَكَتْه الأطماع، ومَنْ صَدَقَ في العبوديَّة تحرَّرَ عن المقاصد الدَّنِيَّة.
ويقال: مَنْ اشتغل بالدنيا حَجَبَتْه الدنيا عن الآخرة، ومَنْ أَسَرَه نعيمُ الجنة حُجِبَ عن القيامة بالحقيقة، ومَنْ قام بالحقيقة شُغِلَ عن الكوْن بجملته.


قوله جلّ ذكره: {إِنَّا كُلَّ شَئ خَلَقْنَاهُ بِقَدرٍ}.
أي بِقَدَرٍ مكتوب في اللوح المحفوظ.
ويقال: خلقناه بقدر ما عَلِمْنا وأردْنا وأخبرْنا.
قوله جلّ ذكره: {وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحِ بِالْبَصَرِ}.
أي إذا أردنا خَلْقَ شيءٍ لا يتعسَّرُ ولا يتعَذَّرُ علينا، نقول له: كُنْ- فيكون بقدرتنا. ولا يقتضي هذا استئناف قولٍ في ذلك الوقت ولكن استحقاق أن يقال لقوله القدم أن يكون أمراً لذلك المكون إنما يَحصل في ذلك الوقت.
{كَلَمْحِ بِالْصَبرِ}: أي كما ان هذا القَدْرَ عندكم أي قَدْرَ ما يلمح أحدُكم ببصره لا تلحقكم به مشقةٌ- كذلك عندنا: إذا أردنا نخلق شيئاً- قلّ أو كَثُرَ، صَغُرَ أو كَبُرَ لا تلحقنا فيه مشقة.
قوله جلّ ذكره: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَآ أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}.
أي أهلكنا القرونَ التي كانت قبلكم فكلُّهم أمثالكم من بني آدم...
{وَكُلُّ شَئٍ فَعَلُوهُ فِى الزُّبُرِ}.
في اللوح المحفوظ مكتوبٌ قبل أن يعمله. وفي صحيفة الملائكة مكتوب. لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها..
{وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ}.
كلُّ صغيرٍ من الخَلْق، وكلُّ كبيرٍ من الخَلْقِ- تخترمه المنيَّةُ.
ويقال: كلُّ صغيرٍ من الأعمال وكبيرٍ مكتوبٌ في اللوح المحفوظ، وفي ديوان الملائكة.
وتعريف الناس عما يكتبه الملائكة هوعلى جهة التخويف؛ لئلا يتجاسر العبدُ على الزَّلَّةِ إذا عرف المحاسبة عليها والمطالبة بها.
قوله جلّ ذكره: {إِنَّ الْمُتَقِينَ فِى جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِى مَقْعَدٍ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِر}
لهم بساتين وأنهار، والجمعُ إذا قوبل بالجمع فالآحادُ تُقابَلُ بالآحاد.
فظاهرُ هذا الخطاب يقتضي أن يكون لكل واحدٍ من المتقين جنةٌ ونَهْرٌ.
{فِى مَقْعَدٍ صِدْقٍ}: أي في مجلس صِدْقٍ.
{عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ}: أراد به عِنْديََّةَ القْرْبة والزلفة.
ويقال: مقعد الصدق أي مكان الصدق، والصادق في عبادته مَنْ لا يتعبَّدُ على ملاحظة الأطماع ومطالعة الأعواض.
ويقال: مَنْ طلب الأعواض هَتَكَتْه الأطماع، ومَنْ صَدَقَ في العبوديَّة تحرَّرَ عن المقاصد الدَّنِيَّة.
ويقال: مَنْ اشتغل بالدنيا حَجَبَتْه الدنيا عن الآخرة، ومَنْ أَسَرَه نعيمُ الجنة حُجِبَ عن القيامة بالحقيقة، ومَنْ قام بالحقيقة شُغِلَ عن الكوْن بجملته.

1 | 2 | 3 | 4